المدير الفني للزمالك جاهز للإدانة والترحيل

في الزمالك لابد من البحث عن سبب مباشر لأي مشكلة إدارية أو مالية أو فنية تخص فريق الكرة‮.. ‬رغم ان مشاكل النادي كثرت وتراكمت وتشابكت بحيث يستحيل ان تشير بأصبعك علي شيء وتقول ان هذا هو السبب‮.. ‬وحاليا بدأت التلميحات حول احتمالات التخلص من دي كاستال المدير الفني إذا لم يتغير الفريق في مباراة قادمة اليوم أو‮ ‬غدا أو في نهاية الشهر‮.. ‬لانه ما دام لم يطرأ جديد فان من جاء للفريق منذ ‮٥٤ ‬يوما لا يقدم جديدا‮.‬

وإذا كان هذا التفكير بريئا ومنزها عن الاغراض فلا توجد مشكلة‮.. ‬وإذا كان من يطرحون هذه الفكرة متابعين جيدين لعمل المدير الفني فانها تصبح مقبولة‮.. ‬اما إذا كان حصار دي كاستال ما هو إلا رد فعل لنتائج لم تتحسن مثل‮ »‬عادة‮« ‬ان نمتدح الفريق عندما يكسب وننقده عندما يخسر دون المرور علي تفاصيل النتيجتين وما إذا كان يستحق النتيجة التي حققها‮.. ‬وإذا كان سماحه للجهاز المعاون بأن يقول رأيه نوعا من الاستسلام والضعف وقلة الحيلة‮.. ‬وإذا كان يعرف ان بعض الآراء حوله ربما لا تكون نظيفة المقصد ويسكت ويستجيب لها‮..‬

وإذا كان مدربو النادي الوطنيون لا يستريحون للمدرب الأجنبي في الأصل،‮ ‬ومنهم من يري ان المرحلة تتطلب مدربا وطنيا سوف يأتي ولا يعجبهم أيضا‮.. ‬وإذا كانت اللجنة الفنية الاستشارية قد همست في اذن د.محمد عامر رئيس النادي بان دي كاستال ليس رجل المرحلة‮.. ‬وإذا كان د.عامر‮ ‬غير رأيه الذي كان حتي وقت قريب يعتبر المدرب جيدا وسوف تظهر آثار عمله قريبا‮.. ‬وإذا كانت الإدارة تريد ان تضع احدا‮ ‬غيرها دائما أمام فوهة المدفع‮.. ‬إذا كان كل ذلك أو بعضه يدور في أروقة الزمالك،‮ ‬فلن تكون هناك مفاجأة‮ -‬وما أكثر مفاجآت الزمالك‮- ‬ان نجد دي كاستال يحزم حقائبه ويرحل دون ان يفهم احد لماذا رحل‮.. ‬ويعود الفريق من جديد مع مدرب وطني يتعهد بالعودة إلي عصر البطولات ومنصات التتويج،‮ ‬ثم لا يترجم ذلك عمليا حيث لا يجد جديد في الفريق وتطيش أرجل ورؤوس المدافعين مثل كل مرة ليهتز مرمي عبدالواحد السيد الذي يعتبر كل مباراة‮ »‬طابور ذنب‮« ‬بينما يحمد زميله محمد عبدالمنصف الله كثيرا علي نعمة الجلوس بدكة البدلاء‮.‬

هناك حالة من التربص بالمدير الفني لأن اتهامه أسهل الطرق إلي فداء آخرين‮.. ‬وعندما يستنفد النادي كل وسائله وأساليبه وأفكاره لكي يغير شيئا ولا يتغير،‮ ‬فان البحث يكون سهلا عن أشياء أخري‮ ‬غير طبيعية‮.. ‬والذين يحددون تقييما نهائيا حاسما للمدير الفني ظالمون مع سبق الاصرار والترصد لانهم يجلسون في الصفوف الأولي من المسرح يشاهدون المسرحية ويعرفون القصة‮.. ‬مع وجود التنويه والتأكيد علي ان نتيجة التقييم النهائية يمكن ألا تكون في صالح المدرب الذي احيانا يحيرنا بتغيير التشكيل كل مرة وأيضا بتغيير فكرته عن بعض اللاعبين‮.. ‬لكن ربما يكون في حاجة إلي الوقت لكي يجرب عمليا،‮ ‬وهو في مأزق لانه يريد ان يعرف فريقه في وقت يريد فيه أيضا ان يفوز بعد ان تخطي الخطر مرحلة الابتعاد عن المنافسة إلي مرحلة التهديد بالهبوط‮.‬

وبنيما لا يري الجمهور سوي اللاعبين يهاجمهم أو يشتمهم احيانا،‮ ‬فان الخبراء في النادي يركزون الرؤية أكثر علي المدرب‮.. ‬ولا يوجد عهد من عهود الزمالك نال أي مدرب رضا خبراء حديقة النادي‮. ‬ولا يوجد عصر من العصور كان الجهاز الفني يعمل فيه دون مؤثرات خارجية ولا تمر مباراة دون الاشارة إلي وكلاء داخل الجهاز أو داخل الإدارة يتحدثون بلسان آخرين لا يظهرون في الصورة‮.. ‬ولا تخلو الاشارات والتلميحات عن ولاء خبراء ومدربين واداريين داخل الجهاز للاعبين دون‮ ‬غيرهم‮.. ‬وعن عدم وضوح رؤية في محاولات اصلاح حال اللاعبين المتمردين حتي ان الكثيرين لا يعرفون ما إذا كان اللاعب فلان أو اللاعب علان سوف يشارك في المباراة القادمة،‮ ‬أو ما إذا كان شيكابالا سيلعب اليوم أم لا،‮ ‬وإذا لعب هل سيكمل المباراة أم يطلب التغيير أم يجبره الجمهور علي الخروج‮.‬
لم يعد أحد يستطيع ان يتوقع شكل الفريق في مباراة،‮ ‬ولا يمكن تحديد ردود الفعل‮.. ‬حتي الفريق نفسه واللاعبون لا يستطيعون ان يتعهدوا بشيء‮.. ‬فإذا قالوا سنفوز لن يصدقهم أحد ولن يصدقوا هم أنفسهم‮.‬

ووسط هذه الحالة الهلامية‮ ‬غير محددة المعالم والتي يصعب فيها عند الاخفاق التضحية باللاعبين وهم مطلوبون للعب حيث لا يوجد بديل،‮ ‬ويصعب فيها التضحية بالإدارة التي هي نفسها لا تستطيع الفرار والاستقالة فانه لا يبقي إلا المدير الفني الذي عليه انقاذ الآخرين‮.. ‬ولذلك لا تندهشوا إذا لم يمر الشهر الحالي لا وكان دي كاستال في سويسرا‮.‬

شكرا ميدو على المعلومات الجميله والأخبار الأجمل
لاتحرمنا جديدك
تقبل مرورى