مدينة الإسماعيلية أولاً : - كانت نقطة التحول في تاريخ تلك المنطقة عندما عرض المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس فكرة شق قناة تربط بين البحر المتوسط والبحر الاحمر وذلك لتسهيل حركة المرور والتجارة العالمية بين الشرق والغرب وبالفعل استطاع ديليسبس الحصول علي موافقة الخديوي سعيد علي أقامه هذا المشروع الضخم بالإضافة إلى امتيازات هائلة لصالح الشركة التي كان يعمل بها ديليسبس وما استتبع هذه الموافقة وهذه الامتيازات من التحول الهائل في تاريخ تلك المنطقة لتتحول من صحراء جرداء إلي تجمعات حضارية كبيرة ثم إلي مدن ذات طباع خاصة كان لوجودها أكبر الأثر في تاريخ مصر الحديث بعد ذلك . لم يكن ليخطر علي بال سكان قرية التمساح أن تتحول قريتهم الصغيرة في يوم من الأيام إلي مدينة كبيرة يؤمها القاصدون من كل مكان للإقامة بها والاستمتاع بجوها وهو ما حدث بعد ذلك بالتدريج .
مع تولي الخديوي إسماعيل حكم مصر عام كانت له من الآمال والتطلعات مع ما يتناسب ومكانة مصر التاريخية والحضارية علي مستوي العالم وكان الخديوي في ذلك الوقت متأثراً بالطابع الأوربي الغربي بصفة عامة والفرنسي بصفة خاصة لذا فقد حاول بكل قوة في أن يجعل من مصر مركزاً حضارياً أوربياً في قلب القارة الأفريقية وبالفعل بدأت معالم التحديث والحضارة هذه في الظهور في القاهرة ومدن مصر المختلفة وذلك من خلال المشروعات والأعمال العظيمة التي تم إنشائها مثل الكباري والجسور علي نهر النيل وشق الترع لتوصيل مياه النيل إلي مناطق مختلفة من أرض مصر بالإضافة إلي فتح المدارس والمصالح والدواوين الحكومية والمكتبات وغيرها من المشروعات . وتجسدت اللمحة الحضارية والثقافية في إنشاء دار الأوبرا ودار الكتب وكوبري قصر النيل بأسديه الشهيرين وغيرها من المعالم الحضارية ولكن ونظراً لان العشوائية كانت قد حطت بجذورها في قلب القاهرة فقد بات مشروع الخديوي إسماعيل مهدداً بالفشل فكان لابد من تغير مساره إلي منطقة أخري حتى تتضح معالمه الأساسية .
من هنا كانت المنطقة الجديدة والتي يجري بها العمل في شق قناة السويس هي البيئة المناسبة لتنفيذ آمال وتطلعات الخديوي فقام بإطلاق اسمه علي المنطقة الواقعة في منتصف المسافة بين بورسعيد والسويس فسميت بالإسماعيلية ومن ثم بدأ في التخطيط الشامل لتلك المنطقة لتكون كما لو كانت باريس عاصمة النور فشق طرقها علي النمط الأوربي وجلب لها النباتات والأشجار من كل مكان علي وجه الأرض وأقام فيها العديد من المنازل والفيلات علي الطراز المعماري الفرنسي غير أن الوقت لم يسعفه لتنفيذ مشروعه الحضاري كاملاً.
وقد بدأت مشاهد الحياة الحضارية علي هذه الأرض في العصر الحديث مع الاحتفال الأسطوري الذي أقامه الخديوي إسماعيل لافتتاح قناة السويس أمام الملاحة العالمية عام 1869م والذي حضره العديد من ملوك ورؤساء دول العالم في ذلك الوقت وعلي رأسهم الملكة أوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث إمبراطور فرنسا وقد كان هذا الاحتفال من العلامات المضيئة في تاريخ تلك المنطقة .
في البداية كان أهل قرية التمساح هم كل سكان مدينة الإسماعيلية الجديدة وبدأ يوماً بعد أخر يلحق بهم العديد من سكان القرى المجاورة ويستقر عندهم الكثير من الغرباء الذين جاءت بهم السخرة والسلطة من بيوتهم وحقولهم وعائلاتهم ليشاركوا في حفر قناة السويس . كانت الحالة الإنسانية لهولاء البشر في منتهى القسوة والعذاب والمشقة والألم حيث يتم تجميعهم كما لو كانوا قطعان من الحيوانات لا كبشر لهم حق الحياة وينتهي بهم المطاف في الإسماعيلية فيموت منهم من يموت ويبقي منهم من يبقي وأما من بقي منهم علي قيد الحياةفكان أمامه خيارين أما العودة من حيث أتي أو البقاء لينضم إلى أهل قرية التمساح ليكتبوا الصفحة الأولى في كتاب تاريخ الإسماعيلية . وهنا يجب التوقف عند هذه النقطة طويلاً حيث تشرح هذه النقطة طبيعة أهل الإسماعيلية من انهم بدأوا حياتهم كفقراء مسالمين لا يضمرون شراً لأحد ولا يريدون لأحد أي أذى ولكن هي السلطة في القاهرة التي اقتلعتهم من بيوتهم وألقت بهم حفاة جائعين في الصحراء ومن ثم كان هذا أول درس تعلموه ألا يثقوا في السلطة والايحبوا القاهرة ظروف كان من الممكن أن تتبدل وتتغير بمرور أيام وسنوات كثيرة وطويلة ولكن حتى بعد التغيير والتبديل وبعد هذه الأيام والسنوات بقي هذا الدرس وهذا الاقتناع تحت جلد أبناء الإسماعيلية يتوارثونه جيلاً بعد جيل ليس فقط الخوف من السلطة وكراهية القاهرة وإنما هذا الترابط العميق بينهم والذي أكده دمهم الذي سال فوق رمال أرضها والموت الذي كان يحاصرهم طوال الوقت والذي أنساهم انهم جاءوا من مختلف القرى والمدن في شمال مصر وجنوبها بطولها وعرضها. إلى هنا وكان من الممكن أن تنتهي الحكاية حكاية مدينة ولدت بقرار خديوي وكبرت بغرباء ومهاجرين فقراء جاءوا إليها من كل مكان وعاشت بفضل مشاعر جمعت ووحدت بين كل هولاء الغرباء ولكن كان للحكاية بقية وفصول أخرى حيث الإنجليز قد جاءوا إلي مصر بأحذيتهم الثقيلة ووجوههم الباردة وأسلحتهم المخيفة ولكنتهم الغريبة وكرة القدم أيضاً ومنهم تعلم المصريين هذه اللعبة التي لم تكن تشبه الألعاب التي يعرفونها . لعبة لم يحبها المصريون في البداية ولكنهم أصروا علي ممارستها ليس حباً فيها ولكن رغبة في إتقانها ليلعبوها أمام الإنجليز لعلهم ينتصرون عليهم فيها يوماً في الميدان الوحيد الذي سيصبح فيه إعلان الحرب علي الإنجليز ممكناً . وتشهد أوراق التاريخ أن القاهرة ومعها الإسماعيلية وبورسعيد هم أول مدن مصرية تلعب كرة القدم وتحارب الإنجليز بنفس السلاح ولم يكن من الطبيعي أن تبقي هذه المدن هي فقط من تلعب كرة القدم وإنما بدأت باقي مدن مصر في لعب الكرة ولكن ليس بنفس الهدف وليس بنفس المعني أي ليس بهدف استمرار الحرب علي الإنجليز وأنما لان الكرة أصبحت لعبة ورياضة يمكن ممارستها دون إنجليز ودون حرب علي العكس من المدن الثلاث السابق ذكرها مع وجود اختلاف يكاد يكون ملحوظ في تناول ممارسة الكرة بين المدن الثلاث . ففي القاهرة كان الإنجليز مجرد أقلية من الممكن الآ تشعر بهم وسط زحامها وبالتالي فقد كان الاحتكاك بينهم وبين الناس في القاهرة يكاد يكون محدود في وسط هذه الأجواء علي العكس مما كان موجوداً علي أرض الواقع في الإسماعيلية فلم تكن الاسماعيلية فقط أهم القواعد العسكرية الإنجليزية علي مستوي الشرق الأوسط كله ولكن ايضاً ومنذ عام 1870 كانت المركز الرئيسي لشركة قناة السويس فكانت النتيجة أن القاعدة العسكرية ملأت المدينة بالضباط والجنود والمعسكرات بما فيها من ملاعب لكرة القدم ومركز شركة قناة السويس ملأ المدينة بالعائلات الأجنبية . عدد هائل من الغرباء وسط مدينة مصرية صغيرة عرف أهلها العذاب والخوف منذ أن عرفت مدينتهم الحياة وإذا كان هناك وجه للشبه بين نشأة الإسماعيلية ونشأة بورسعيد في نفس الظروف ألا أن هناك خلاف أساسي وجوهري بين المدينتين . فبور سعيد بعد سنوات قليلة من نشأتها قد تحولت إلي ميناء كبير بينما بقيت الإسماعيلية مدينة صغيرة تقع علي ضفاف بحيرة التمساح وتدريجياً اكتسبت بورسعيد صفات مؤاني العالم فهدأت الحدة قليلاً وأصبح التعامل مع الجميع ممكناً وتغيرت العادات والتقاليد يوماً بعد آخر واختلطت الجذور المصرية بكل من جاءوا إلي بورسعيد من أقاصي الدنيا . أما الإسماعيلية المصرية فبقيت تطل بعيون مذعورة ومرتبكة علي الإسماعيلية الأخرى التي يملكها الخواجات . ونتيجة لهذا الحصار بقي الوجدان الإسماعيلي محتفظاً بكل جذوره وتراثه بدون أي تعديلات أو تغيرات كبري وحين بدأت المدن المصرية اللعب بإحساس الحرب كان الفارق أن الإسماعيلية بدأت اللعب بشكل اكثر توتراً وحماساً من بور سعيد فالبورسعيديون لعبوا الكرة أمام الإنجليز الذين يبيعون ويشترون منهم أيضاً أما أهل الإسماعيلية فلعبوا الكرة أمام الإنجليز الذين يكرهونهم و يحاربونهم في الوقت ذاته .
ومن اللعب في معسكرات الإنجليز إلي اللعب في الشوارع والحواري وبدأت الإسماعيلية تتعلم كيف تحب وكيف تلعب كرة القدم وجاء أطفال صغار لم يعرفوا حكايات وعذابات حفر قناة السويس ودموع أجدادهم ولكن عرفوا الإنجليز وعرفوا كرة القدم وورثوا ذلك الإحساس الغامض تحت جلودهم بالخوف من السلطة وكراهية القاهرة التي أصبحت تجسيداً للاثنين السلطة والإنجليز ولما زاد عدد هولاء بدا التفكير في إنشاء ناد وملعب يمارس فيه هولاء لعبتهم المفضلة وبالفعل وفي عام1920م تأسس هذا النادي كأول نادي مصري في تاريخ الإسماعيلية تأسس باسم نادي النهضة وبأموال أهل الإسماعيلية القليلة بدا بناء هذا النادي وتم إشهار النادي عام 1924 ثم انضم إلي الاتحاد المصري لكرة القدم بعد هذا التاريخ بعامين المثير في الأمر أن أهل الإسماعيلية وهم يؤسسون هذا النادي ويشهدون ميلاده لم يهتموا بشكل بناء أو جمال ديكور بل كان همهم الوحيد هو ملعب كرة القدم . بدا نادي النهضة يلعب الكرة في الإسماعيلية وباسم كل الإسماعيلية حتى انه لم يعد من اللائق أن يصبح اسمه نادي النهضة لأنه في حقيقة الأمر لم يكن هناك فارق بين النادي أو المدينة صحيح أن هناك نادياً آخر في المدينة هو نادي شركة قناة السويس ألا انه كان في عيون الإسماعيلية نادي للأجانب والخواجات أما الإسماعيلي فكان نادي تصفية الحسابات مع الجميع مع التاريخ وأيامه ودموعه ومع السلطة وقسوتها ومظالمها ومع القاهرة وأهلها الذين لم يتعذبوا ولم يعانوا مثلما تعذب وعاني أهل الإسماعيلية وبالتدريج تحولت كرة القدم إلى اختصار للحكاية كلها وأصبحت كل مباراة جزء من تصفية هذا الحساب الطويل والمعقد واصبح هناك ذلك الشعور الذي يؤكد علي انه لا فرق بين الكرة والسياسة ..بين الكرة والكرامة ..بين الكرة والحرب ..بين الكرة والإحساس بالزهو والانتماء ألي مدينتك وبيتك وتاريخك وعائلتك .
في هذه الفترة كانت المشاعر الوطنية لكل المصريين بصفة عامة وأهالي منطقة القناة بصفة خاصة في قمة توهجها وذلك في مواجهة الاحتلال الإنجليزي والذي ترك معسكراته في أنحاء مصر وقام بتركيزها في منطقة القناة والإسماعيلية فقط فصارت الإسماعيلية مركزاً لتجمع القوي الوطنية المختلفة من كافة أنحاء الوطن للقيام بعمليات فدائية ضد المحتل الغاشم لإجباره علي الرحيل من أرض مصر كلها . كانت هذه العمليات تتم بتعاون وثيق وتام مع أهل الإسماعيلية الذين وفروا كل سبل المقاومة لمن يريد أن يقاوم الاحتلال ومع تزايد العمليات الفدائية ضد القوات الإنجليزية في الإسماعيلية صارت تلك القوات تضرب بجنون و بغير وعي في أهل الإسماعيلية علي اعتبار أنهم أما أنهم هم من يقومون بتلك العمليات أو علي الاقل مساعدة منفذيها في إتمامها فكان الحصار التام لمدينة الإسماعيلية من اجل إيقاف تلك العمليات والقيام بالعديد من أعمال القتل والسجن والاعتقال لمواطنيها في مواجهة ثورة وانتفاضة شعب الإسماعيلية المستمرة والمتصاعدة كل يوم في مواجهة الاحتلال وقد توجت هذه المرحلة بالمواجهة التاريخية والتي حدثت أمام مبني محافظة الإسماعيلية والتي اتخذت منها الشرطة المصرية عيداً لها والتي ومن خلالها واجه عدد بسيط من قوات الشرطة المصرية المسلحين ببنادق خفيفة واجهوا جيوش الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس والمسلحة بأحدث أنواع الأسلحة من الدبابات والصواريخ في استبسال فريد يذكره التاريخ في صفحات خالدة من نور علي مر الأجيال .تلك الواقعة التي علق مؤرخون بريطانيون كثيرون علي أن الإسماعيلية قد شهدت بداية النهاية للإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .كل هذا والإسماعيلي في طليعة المؤسسات الموجودة في الإسماعيلية والتي تمد الحركة الوطنية بذخيرة متجددة من شبابها المستعد دوماً للتضحية بروحه في سبيل نصرة واستقلال هذا البلد مضحياً بأغلى ما يملكه الاوهو أرواح أبنائه من شباب مصرالحرة .
وعلي هذا المنوال كان الإسماعيلي من أوائل الفرق التي ساهمت في تأسيس وترسيخ وكتابة تاريخ كرة القدم ليست المصرية وحسب بل والعربية وأمتدت الي الافريقية أيضاً عن طريق مساهمته الفعالة في إنشاء مثل تلك البطولات والمشاركة فيها واستمرت معه الاسماعيلية في صراعها الرهيب من اجل أن تثار لنفسها ممن ظلمها وعندما استطاع الإسماعيلي الفوز ببطولة الدوري العام سنة 1967م لم يتعامل أهل الإسماعيلية مع هذا الأمر علي انه بطولة كروية نجح ناديهم في الفوز بها وإنما جسدوها في معني نجاحهم في قدرتهم علي الانتقام لكل سنوات العذاب والهوان التي واجهوها علي مدار تاريخهم بل وأن يفوزوا علي أندية السلطة والقاهرة ويصبحوا أقوي منها وأكبر . وتأكيد راسخ في ذهنهم من أن كل أحلامهم من الممكن أن تتحقق علي أرض الواقع وأن الانتصار يمكن حدوثه في النهاية ولو في حرب واحدة من الحروب التي خاضوها و يخوضونها كل عام وكل موسم وكل مباراة .
ثم لكي تكتمل قصة الاسماعيلية والكرة والتي ربط بينهما مسار واحد شاءت المقادير أن تبقي الإسماعيلية هي المدينة الوحيدة في مصر التي ظلت تلعب كرة القدم بعد نكسة يونيو 1967 فقد قرر المهندس / عثمان احمد عثمان رئيس النادي في ذلك الوقت أن يتجمع الفريق ليقوم بأداء العديد من المبارايات لصالح المهجرين من أبناء مدن القناة كمساهمة من الاسماعيلي في تحمل دوره الوطني علي مدار تاريخه ومحاولة المساهمة في تخفيف آثار العدوان الاسرائيلي علي أهالي مدن القناة بصفة خاصة ومصر بصفة عامة ولو بشكل رمزي تبع ذلك القيام بالعديد من الرحلات لأداء مبارايات مع أندية عربية شقيقة من اجل المجهود الحربي في تأكيد علي الدور الوطني البارزالذي لعبه النادي الإسماعيلي في تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر ثم كلل هذا كله بتصميمه علي الاشتراك في بطولة الاندية الافريقية لأبطال الدوري علي الرغم من الظروف غير المواتية في تلك الفترة .
وعلي الرغم من المصاعب والعقبات الغير طبيعية والتي واجهت النادي الإسماعيلي خلال مشوار البطولة الاانه كافح حتى استطاع تحقيق هدفه الذي سعي إليه في يوم تاريخي مشهود في تاريخ الكرة المصرية عندما إستطاع إحراز لقب بطولة الاندية الافريقية أبطال الدوري كأول فريق مصري وعربي يحصل علي تلك البطولة في التاريخ تلك المباراة النهائية التي أقيمت يوم التاسع من ينايرعام 1970م مع الانجلبير بطل زائير وحامل اللقب الافريقي في ذلك الوقت والتي حضرها أكبر عدد من جماهير حضرت مباراة كرة قدم في مصر حيث بلغ عددها ما يقرب من 130 ألف متفرج اكتظت بهم جنبات إستاد القاهرة بالاضافة الي مثل هذا العدد تقريباً خارج أسوار الاستاد تلك الجماهير التي اختلطت دموعهم بضحكاتهم وأفراحهم بأحزانهم وهم يرون بشائر النصر تتحقق أمامهم نصر هم كانوا في أشد الحاجة النفسية والمعنوية إليه وهو ما تحقق بالفعل بتوفيق من الله ثم بمجهودات رجال عظام أعطوا مصر قدر حقها فسطروا أسمائهم بتاريخ من نور في سجل العظماء وهو ما دفع بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتكريم هولاء الرجال وبما يتناسب مع ما قدموه من جهد وعرق لاسعاد ملايين المصريين فكان تكريم مجلس إدارة النادي الإسماعيلي برئاسة المهندس / عثمان أحمد عثمان بمنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى وتكريم لاعبي ومدربي الفريق بإعطائهم وسام الجمهورية من الطبقة الثانية كتعبير عن أهمية ما أنجزوه لبلادهم ودعوة لكل فرد في مصر أن لايستسلم للهزيمة وأن يعمل علي تخطي تلك المرحلة والنظر الي المستقبل لتحقيق الانتصار وهو ماتحقق بعد ذلك بفترة قصيرة . كل هذا ساهم في ازدياد مساحات الكرة ومعانيها السياسية والنفسية والاجتماعية في وجدان وفي ثنايا روح أهل الاسماعيلية . كل هذه العوامل بالإضافة ألي عوامل أخرى ساهمت في تشكيل هذا التفاعل الغريب بين الساحرة المستديرة وبين عشاقها من أهل الإسماعيلية حتى انه بات من الصعب الفصل بينهم عند الحديث عن أحدهم
تاريخ نشاه النادى اللاسماعيلي
فى عام 1321 اجتمع عدد من شباب الاسماعيلية وانشأوا نادى النهضةالرياضى لينافس نادى التمساح والسكة الحديد وفرق الاحتلال الانجليزى فى ذلك الوقت واتخذوا منطقة من ابو رخم الرملية فى اقصى المدينة ( حى الشيخ زايد حاليا ) – مكانا لممارسة هوايتهم فى كرة القدم .
وفى عام 1924 تمكن شباب الاسماعيلية من تاسيس النادى .. وفى عام 1926 اشترك النادى فى الاتحاد المصرى لكرة القدم , واصبح عضوا به وبفضل كفاح ابناء النادى تمكنوا من الحصول على قطعة ارض فى سوق الجمعة انشأوا عليها مبنى بالطوب اللبن وملعبا لكرة القدم و" كشكا " خشبيا صغيرا .. وكان كل لاعب يشترى مستلزماته ويدفع خمسة قروش شهريا مساهمة فى انشاء النادى . وفى عام 1943 تم انتقال النادى الاسماعيلى الى مبناه الجديد بعرايشية مصر ( المقر القديم للنادى الاسماعيلى ) بامتداد شارع الثلاثينى "الجمهورية" الذى اصبح الان مقرا لمديرية رعاية الشباب .
الاسماعيلى ولد عملاقا
وفى يوم الاحد 13 ابريل 1947 تم افتتاح المقر الجديد للنادى الاسماعيلى .. ولعب اولى مبارياته مع نادى فاروق ( الزمالك حاليا ) وفاز الاسماعيلى 3-2 وكان الاسماعيلى فى ذلك الحين يضم مجموعة طيبة من اللاعبين ابرزهم :
يوسف عبدالله – عبده عبدالله – محمد عبد السلام – على لافى – السيد ابو جريشة – انور ابو حديد – على حجازى – احمد الفرجانى – عوض عبد الرحمن – سيد شارلى
وفى اول بطولة رسمية للدورى العام احتل الاسماعيلى المركز الثانى من بين اتنى عشر ناديا هى اندية الاهلى – الزمالك – الترسانة – المصرى – السكة الحديد – الاتحاد السكندرى – الاوليمبى السكندرى – ترام الاسكندرية – اليونان – بورفؤاد – الاسماعيلى .
وظل الاسماعيلى يحتل مراكز متقدمة فى قائمة الدورى العام حتى عام 1951 عندما الغت مصر معاهدة 1936 وادت مقاطعة الجيش البريطانى الى هجرة بعض ابناء الاسماعيلية فهبط النادى للمركز التاسع حتى استعاد مكانته بين اندية المقدمة فى عام 1954 واستمر فى المقدمة حتى 1957 .
موسم الانتقالات وهبوط الاسماعيلى
يعتبر موسم 57/58 اشهر المواسم فى تاريخ النادى الاسماعيلى , فقد فتح اتحاد الكرة الباب امام الانتقالات , ونظرا للظروف المالية التى كان يمر بها النادى والتى لم تكن تسمح بتوفير اى مستقبل للاعبين , انضم نجوم الاسماعيلى فرج وسيد ابو جريشة وصلاح ابو جريشة وبيضو وفتحى نافع الى نادى القناة لتامين مستقبلهم ليلعبوا له وليعملوا فى هيئة قناة السويس وسافر طه ابو العلا ليلعب فى قطر وانضم سيد شارلى وعوض عبد الرحمن لنادى الاوليمبى السكندرى واعتزل البعض الاخر امثال مصطفى لافى ودميان . وبهذا فقد الاسماعيلى فريقا كاملا فهبط لدورى الدرجة الثانية ( المظاليم ) ..
ونجح الاسماعيلى – بقيادة مدربه على عمر وسكرتير النادى المخلص مرتضى مرسى وامين الصندوق انور راجح – فى ان يجتاز مرحلة الهبوط . وبعد كفاح دام ثلاث سنوات فى دورى المظاليم صعد النادى الى الدورى الممتاز فى موسم 60/61 بفضل ابنائه الناشئين :
رضا – شحتة – العربى - اميرو – يسرى طربوش – السقا – محمد زفيرس – ميمى درويش – مصطفى يونس – بدوى عبد الفتاح – خليل سامبو – عبد المنعم معاطى – عطية احمد عطية – فكرى راجح – سيد مبروك – العقباوى – فاروق تويج – لولو درويش .
فرقة رضا للفنون الكروية
واصبح الاسماعيلى " بعبعا " للاندية وقاهرا لاندية القمة الاهلى والزمالك والترسانة واشتهر فى الاسماعيلى ثلاثى الرعب رضا وشحتة والعربى وعرف الاسماعيلى بانه نادى الفنون الكروية المثلثات والكعوب و " سيرك الدراويش "
لم ينافسه اى نادى مصرى فى الالعاب الحلوة الساحرة , وكافحت فرقة رضا للفنون الكروية للحصول على بطولة الدورى العام حتى عام 1665 وكانت البطولة بين يديها عدة مواسم و ولكن الحظ عاندها و فقد الاسماعيلى نجمه الغالى اسطورة الملاعب المصرية " رضا " ولكن ابناؤه استطاعوا ان يحققوا امنية رضا بالفوز ببطولة الدورى العام فى موسم 66/67 .
مثلث الرعب الاسماعلاوى رضا – شحتة – العربى
وكان للاسماعيلى دور وطنى وتاريخى مشرف , فبعد حرب يونيو 1967 واثناء فترة توقف الدورى العام قام الاسماعيلى بجولات عديدة فى مختلف الدول العربية خصص دخلها لصالح المجهود الحربى .
وفى يوم الجمعة 9 يناير 1970 وامام اكثر من 130 الف متفرج وفى يوم مشهود فى تاريخ الكرة المصرية فاز الاسماعيلى على فريق الانجلبير 3/1 ليكون اول فريق مصرى يفوز ببطولة افريقيا للاندية ابطال الدورى . وقد حقق الاسماعيلى النتائج التالية :
فاز على التحدى الليبى 5/صفر ثم 1/صفر وفاز على جورماهيا الكينى 3/1 ثم تعادل معه 1/1 وتعادل مع كوتوكو 1/1 ثم فاز عليه 3/2 وتعادل مع الانجلبير بطل الكونغو كينشاسا 2/2 ثم فاز عليه 3/1 لينتزع لمصر اول بطولة افريقية ليفتح الباب لها فى ادغال افريقيا التى حققت فيها اندية مصر البطولات .
رؤساء النادى الاسماعيلى على منذ انشاؤه
1- المهندس صالح محمد على ( 1926 – 1927 )
2- السيد ابو زيد المنياوى ( 1928 – 1932 )
3- صالح بك عيد ( 1933 – 1947 )
4- الدكتور سليمان عيد ( 1948 – 1962 )
5- المهندس عبد الحميد عزت ( 1962 – 1965 )
6- المهندس عثمان احمد عثمان ( 1965 – 1989 )
7- المهندس رأفت عبد العظيم ( 1989- 1992 )
8- المهندس محمد رحيل ( 1992 – 1997 )
9- المهندس اسماعيل عثمان ( 1997 – 2005 )
10 – الدكتور صلاح عبد الغنى ( 2005 – حتى الان )
مدربوا فريق الاسماعيلى
* حلمى مصطفى ( 1948 – 1950 )
* مستر سلمان الانجليزى ( 1950 – 1951 )
* المرحوم احمد ابو جريشة ( 1952 – 1953 )
* خميس فرحات ( 1953 – 1954 )
* محمد شمس ( 1954 – 1955 )
* على عمر ( 1955 – 1960 )
* سعد بطرس ( 1960 – 1961 )
* على عمر ( 1962 – 1963 )
* محمد الجندى ( 1963 – 1964 )
* مستر كوفاتش ( 1964 – 1965 )
* مستر وليام طومسون ( 1966 – 1967 )
* محمد صديق ( شحتة ) ( 1972 – 1974 )
* مستر وليام طومسون ( 1974 – 1976 )
* محمد صديق ( شحتة ) ( 1976 – 1977 )
* صلاح ابو جريشة ( 1977 – 1978 )
* مستر وليام طومسون ( 1978 – 1981 )
* انوس ( 1981 – 1983 )
* محمد صديق ( شحتة ) ( 1983 – 1985 )
* عثمان درويش ( اميرو ) ( 1985 – 1986 )
* انوس ( 1986 – 1988 )
* فيلد كامب ( 1989 – 1989 )
* محمد صديق ( شحتة ) ( 1989 – 1991 )
* صلاح ابو جريشة ( 1992 – 1993 ) * انجل ماركوس ( 1993 – 1994 )
* لانجن ( 1995 – 1996 )
* اسامة خليل ( 1996 – 1997 )
* على ابو جريشة ( 1997 – 1998 )
* محسن صالح ( 1999 – 2002 )
* فاروق جعفر ( 2002 – 2002 )
* بوكير ( 2003 – 2005 )
* اورتيجال ( 2005 )
* بوكير ( المدرب الحالى )
كباتن الفريق الاول
* ابراهيم حسن السمالوطى ( 1923 – 1925 )
* المرحوم محمد ابو جريشة ( 1925 – 1930 )
* المرحوم عبد الفتاح بدوى ( 1930 – 1934 )
* المرحوم يوسف ابو جريشة ( 1934 – 1938 )
* على حجازى ( 1938 – 1945 )
* سيد محمد ابو جريشة ( 1946 – 1956 )
* على حسين ( 1957 – 1960 )
* المرحوم رضا ( 1961 – 1965 )
* محمد صديق ( شحتة ) ( 1965 – 1967 )
* ميمى درويش ( 1967 – 1972 )
* سيد عبد الرازق ( 1972 – 1974 )
* على ابو جريشة ( 1975 – 1979 )
* اسامة خليل ( 1979 – 1981 )
* حمادة الرومى ( 1981 – 1982 )
* محمد حازم ( 1982 – 1986 )
* عماد سليمان ( 1986 – 1987 )
* خالد القماش ( 1987- 1992 )
* فوزى جمال ( 1992 – 1997 )
* محمد صلاح ابو جريشة ( 1997 – 2003 )
* عمرو فهيم ( 2003 – 2005 )
* محمد حمص ( الكابتن الحالى ) اسماء فى سجل الاسماعيلى
* فى جيل العشرينات والثلاثينات
محمد عبدالله حمدان – ابراهين التركى – بدوى السيد – على صلاح – احمد ابو جريشة – محمد ابو جريشة – اسماعيل ابو جريشة – يوسف ابو جريشة – عبد الرحمن فرج – مراد مبروك – حسن حسونة – عبد الرؤف جاد – محمد عبد السلام – عبده عبدالله – سيد حامد
* جيل الاربعينات
على لافى – عوض عبد الرحمن – محمد حسام – على حجازى – درويش عثمان – احمد ابو حلاوة – بديع ابو على – على عمر – انوس الكبير – سيد شارلى – سالم سالم – ابراهيم حبلص – المنياوى العقباوى
* جيل الخمسينات
بيضو – فتحى نافع – دميان – فكرى راجح – انور ابو حديد – صلاح ابو جريشة – فرج – سيد ابو جريشة
* جيل الستينات العظيم
رضا – شحتة – العربى – خليل سامبو – السقا – ويسرى طربوش – وميمى درويش – وسيد حامد – وامين ابراهيم – حودة – السنارى – انوس – على ابو جريشة – عبد الستار عبد الغنى – ميمى شعبان – لولو درويش – مصطفى درويش – عبد المنعم معاطى – محمد معاطى – محمد مرسى – ذكى عبد الرحمن – سيد طرخان – سيد عبد الرازق – مصطفى يونس – محمد زافيرس – سيد مبروك
* جيل السبعينات
دابو – اسامة خليل – ابراهيم خليفة – حسن درويش – هندى ابو امين – محسن مصطفى – حميدو – احمد ابو جريشة – عادل ابو جريشة
* جيل الثمانينات
محمد حازم – على اغا محسن هاشم - محسن عبد المسيح – شحتة دسوقى – اسامة عباس – اسماعيل توتو – محمد وهبة – على يونس – عصام الحسينى – حمادة الرومى – حمدى نوح
* جيل التسعينات
فوزى جمال – احمد العجوز – احمد رزق – فكرى الصغير – احمد قناوى – ايمن رجب – ادهم السلحدار – حمزة الجمل – عصام عبد العال – محمد صلاح ابوز جريشة – ياسر عزت – عبد المنعم بركات – مخلوف حامد – حمادة مرزوق – سعفان الصغير – بشير عبد الصمد
* جيل الالفية
محمد صبحى – محمد فتحى – عماد النحاس – اسلام الشاطر – سيد معوض – سعد عبد الباقى – محمد بركات – محمد حمص – جون اوتاكا – رضا سيكا – ممادو كيتا – حمام ابراهيم – محمد محسن – عبد الحميد بسيونى – عمرو فهيم
* نجوم الاسماعيلى الحاليين
محمد فتحى – محمد صبحى – محمود كوكو – احمد سعيد ( اوكا ) شريف عبد الفضيل – عمرو الدسوقى – معتصم سالم – شيكو – سيد معوض – احمد الجمل – احمد فتحى – محمد جودة – محمد حمص – روبرت اكورى – ايمن رمضان – سليانو – محمد محسن ابو جريشة – الحصرى – محمد صلاح ابو جريشة – عمر
جمال